৬০৭

পরিচ্ছেদঃ

৬০৭। জাহান্নামের উপর এমন একদিন আসবে যেন তা পিপাসার্ত ক্ষেত। আরেক দিন আসবে যখন দরজাগুলো শব্দ করতে থাকবে।

হাদীছটি বাতিল।

এটি ইমাম তাবরানী তার "জুযউম মিন হাদীছিহি" গ্রন্থে আবু নোয়াইম (১/২৮) এবং আল-খাতীব কর্তৃক "আত-তারীখ" (৯/১২২) গ্রন্থের বর্ণনা হতে আব্দুল্লাহ ইবনু মিস’আর হতে তিনি জাফার হতে ... বর্ণনা করেছেন। এটিকে ইবনুল জাওয়ী "আল-মাওযুআত" (৩/২৬৮) গ্রন্থে এ সূত্রেই উল্লেখ করে বলেছেনঃ এ হাদীছটি বানোয়াট। জাফার ইবনুয যুবায়ের মাতরূক। সুয়ূতী (২/৪৬৬) এবং ইবনু ইরাক (১/৩৯১) তার বক্তব্যকে সমর্থন করেছেন।

আমি (আলবানী) বলছিঃ এই জাফার জালকারী। পূর্বেও তার কতিপয় হাদীছ নিয়ে আলোচনা করা হয়েছে। ইবনু মিস’আরও হালেক । ইমাম যাহাবী জাফারের জীবনী আলোচনা করতে গিয়ে বলেছেনঃ তিনি অন্ধকারাচ্ছন্ন সনদের বর্ণনাকারী।

তিনি ইবনু মিস’আরের জীবনীতে বলেনঃ আবু হাতিম বলেছেনঃ তিনি মাতরূকুল হাদীছ। উকায়লী বলেনঃ তার হাদীছের মুতাবা’য়াত করা যাবে না। অতঃপর তিনি এ হাদীছটি সম্পর্কে বলেছেনঃ হাদীছটি বাতিল।

হাফিয ইবনু হাজার "আল-লিসান" গ্রন্থে তার বক্তব্যকে সমর্থন করেছেন। তবে তিনি "তাখরীজু আহাদিছিল কাশশাফ" (৪/৮৭ নং ১৯৪) গ্রন্থে উল্লেখ করে বলেননি কে বর্ণনা করেছেন।

সম্ভবত হাদীছটি কোন সাহাবী হতে মওকুফ হিসাবে বর্ণিত হয়েছে। কিন্তু মওকুফের সনদে বর্ণনাকারী আবু বালজ রয়েছেন। তিনি হেফযের দিক দিয়ে দুর্বল। এ জন্য যাহাবী বলেছেনঃ এটি তার বিপদগুলোর অন্তর্ভুক্ত। অতঃপর বলেছেনঃ এটি মুনকার।

মোটকথা হাদীছটি মারফূ’ এবং মওকুফ উভয় দিক দিয়েই সহীহ নয়।

ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج، وآخر تخفق أبوابها
باطل

-

أخرجه الطبراني في " جزء من حديثه " رواية أبي نعيم (28 / 1) والخطيب (9 / 122) عن عبد الله بن مسعود بن كدام عن جعفر عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا به. وذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " (3 / 268) من هذا الوجه وقال: " هذا حديث موضوع محال، جعفر هو ابن الزبير متروك ". وأقره السيوطي (2 / 466) ثم ابن عراق (391 / 1)
وأقول: جعفر هذا وضاع، وقد مضى له أحاديث. لكن الراوي عنه ابن مسعر هالك أيضا، وقد أشار لهذا الذهبي في ترجمة جعفر فقال: " ويروي بإسناد مظلم عنه حديث متنه: يأتي على جهنم
ثم أعاده في ترجمة ابن مسعر فقال فيه: " قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.. " ثم قال: " وفي معجم الطبراني من حديث هذا التالف عن جعفر بن الزبير (في الأصل " الزبير بن سعيد " وهو تحريف) عن القاسم عن أبي أمامة في انقطاع عذاب جهنم، فهذا باطل ". وأقره الحافظ في " اللسان " وأورده في " تخريج أحاديث الكشاف " (4 / 87 رقم 194) ولم يعزه لأحد! ولعل الحديث أصله موقوف على بعض الصحابة، رفعه هذا التالف أو شيخه عمدا أو خطأ، فقد أخرجه البزار عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو قال: " يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيه أحد. يعني من الموحدين
قال الحافظ: " كذا فيه، ورجاله ثقات، والتفسير لا أدري ممن هو؟ وهو أولى من تفسير المصنف ". قلت: الظاهر أن التفسير المذكور، من مخرجه البزار، فقد أخرج الفسوي في " تاريخه " بسند البزار عينه عن أبي بلج به، وليس فيه التفسير المذكور، هكذا ذكره الذهبي في ترجمة أبي بلج، وكذا الحافظ في " التهذيب " عن الفسوي وزاد: " قال ثابت البناني: سألت الحسن عن هذا؟ فأنكره
وأبو بلج هذا في نفسه ثقة، ولكنه ضعيف من قبل حفظه، ولذلك عد الذهبي هذا الأثر من بلاياه! ثم قال: " وهو منكر ". وجملة القول أن هذا الحديث لا يصح مرفوعا ولا موقوفا

هذا وتفسير الزمخشري الذي سبقت الإشارة إليه في كلام الحافظ هو قوله في " تفسيره " (2 / 236) : " وقد بلغني أن من الضلال من اغتر بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار، وهذا والعياذ بالله من الخذلان المبين، ولئن صح هذا عن ابن عمرو فمعناه أنهم يخرجون من النار إلى برد الزمهرير، فذلك خلوجهنم وصفق أبوابها ". وهذا تأويل بعيد
والأقرب ما سبق عن الحافظ، إلا أنني أرى أن الصواب عدم الاشتغال بالتأويل ما دام أن الحديث لم يصح. والله أعلم. واعلم أن من أذناب هؤلاء الضلال في القول بانتهاء عذاب الكفار الطائفة القاديانية، بل هم قد زادوا في ذلك على إخوانهم الضلال، فذهبوا إلى أن مصير الكفار إلى الجنة! نص على ذلك ابن دجالهم الأكبر محمود بشير بن غلام أحمد في كتاب " الدعوة الأحمدية ". فمن شاء التأكد من ذلك فليراجعها فإني لم أطلها الآن. وإن مما يجب الوقوف عنده، وتحقيق القول فيه ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " (2 / 171 - 172) من رواية عبد بن حميد (قال) : بإسنادين صحيحين له عن الحسن قال
قال عمر بن الخطاب: " لولبث أهل النار عدد رمل عالج، لكان لهم يوم يخرجون فيه ". ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى (لابثين فيها أحقابا)
وقال ابن القيم: " وحسبك بهذا الإسناد جلالة، والحسن وإن لم يسمع من عمر، فإنما رواه عن بعض التابعين، ولو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به وقال: قال عمر بن الخطاب
قلت: هذا كلام خطابي، أستغرب صدوره من ابن القيم رحمه الله. لأنه خلاف ما هو مقرر عند أهل الحديث في تعريف الحديث الصحيح: أنه المسند المتصل برواية العدل الضابط، فإذا اعترف بانقطاعه بين الحسن وعمر، فهو مناف للصحة بله الجلالة! وخلاف المعروف عندهم من ردهم لمراسيل الحسن البصري خاصة، ولذلك قال الحافظ ابن حجر في أثر الحسن هذا نفسه: " فهو منقطع، ومراسيل الحسن عندهم واهية، لأنه كان يأخذ من كل أحد "! وقوله: " فإنما رواه عن بعض التابعين،.... " قلنا: نعم، فكان ماذا؟ أليس كذلك كل مرسل تابعي؟ إنما رواه عن تابعي إن لم يكن عن صحابي؟ فلماذا إذن اعتبر المحدثون الحديث المرسل أو المنقطع من قسم الحديث الضعيف؟ ذلك لاحتمال أن يكون الرجل الساقط من الإسناد مجهولا أو ضعيفا لا يحتج به لوعرف، وهذا بخلاف ما لوكان المرسل لا يروي إلا عن صحابي فإن حديثه حجة، لأن الصحابة كلهم عدول، فهذا المرسل فقط هو الذي يحتج به من بين المراسيل كلها، وهو الذي اختاره الغزالي وصححه الحافظ العلائي في " جامع التحصيل في أحكام المراسيل " (7 / 1) ، وأما دعوى البعض أن الإجماع كان على الاحتجاج بالحديث المرسل حتى جاء الإمام الشافعي، فدعوى باطلة مردودة بأمور منها ما رواه مسلم في مقدمة " صحيحه " (1 / 12) عن عبد
الله بن المبارك أنه رد حديث " إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك، وتصوم لهما مع صيامك " بعلة الإرسال، في قصة له تراجع هناك
وابن المبارك رحمه الله توفي قبل الشافعي بأكثر من عشرين سنة. وكلام ابن القيم المذكور - مع مخالفته للأصول - يلزمه أن يقبل مراسيل الحسن البصري كلها إذا صح السند إليه بها، وما أخاله يلتزم ذلك، كيف ومنها ما رواه عن سمرة مرفوعا. " لما حملت حواء طاف بها إبليس، وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث. فسمته عبد الحارث، فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره
فهذا إسناده خير من إسناد الحسن عن عمر، لأنه قد قيل أن الحسن سمع من سمرة، بل ثبت أنه سمع منه حديث العقيقة في " صحيح البخاري "، وهو مع جلالته، مدلس لا يحتج بما عنعنه من الحديث، ولوكان قد لقي الذي دلس عنه كسمرة، فهل يحتج ابن القيم بحديثه هذا عن سمرة ويقول فيه: " فإنما رواه عن بعض التابعين ... "؟ ! كلا إن ابن القيم رحمه الله تعالى أعلم وأفقه من أن يفعل ذلك، مع العلم أن بعضهم قد فسر بهذا الحديث قوله تعالى: (فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما)
فأرجع ضمير (جعلا) إلى آدم وحواء عليهما السلام! مع أن الحسن نفسه لم يفسر الآية بحديثه هذا كما بيناه فيما تقدم (رقم 342) ، وكذلك صنع ابن القيم فإنه فسر الآية المذكورة بنحوما فسره الحسن، قال في " التبيان " (264) : " فاستطرد من ذكر الأبو ين إلى ذكر المشركين من أولادهم
وكم من حديث من رواية الحسن مرسلا أو منقطعا لم يأخذ به ابن القيم كغيره من أهل العلم بل إن بعضها ثبت عن الحسن الإفتاء بخلافه، وليس هذا مجال بيانه، غير أني أقول: إن هذا الأثر الذي رواه الحسن عن عمر، هو في المعنى كالأثر المتقدم الذي رواه أبو بلج عن عبد الله بن عمرو
ومع ذلك لما سئل عنه الحسن رحمه الله تعالى أنكره، كما تقدم من رواية الفسوي عن ثابت عنه. وأقول الآن: إن حديث بطلان الصلاة بالقهقهة قد جاء مرسلا عن جماعة من التابعين أشهرهم أبو العالية، ومنهم الحسن البصري، وهو صحيح عنه، فقد قال البيهقي في " كتاب معرفة السنن والآثار " (ص 139 - طبع الهند) : " وقد رواه جماعة عن الحسن البصري مرسلا
فهل يأخذ به ابن القيم؟! ويؤسفني أن أقول: إن القاديانية في ضلالهم المشار إليه آنفا (ص 73) يجدون متكئا لهم في بعض ما ذهبوا إليه في بعض كتب أئمتنا من أهل السنة، فقد عقد العلامة ابن القيم في كتابه " الحادي " فصلا خاصا في أبدية النار، أطال الكلام فيه جدا، وحكى في ذلك سبعة أقوال، أبطلها كلها سوى قولين منها: الأول: أن النار لا يخرج منها أحد من الكفار، ولكن الله عز وجل ينفيها، ويزول عذابها. والآخر: أنها لا تفنى، أن عذابها أبدي دائم. وقد ساق فيه أدلة الفريقين وحججهم من المنقول والمعقول، مع مناقشتها، وبيان ما لها وما عليها. والذي يتأمل في طريقة عرضه للأدلة ومناقشته إياها، يستشعر من ذلك أنه يميل إلى القول الأول، ولكنه لم يجزم بذلك، فراجع إن شئت الوقوف على كلامه مفصلا الكتاب المذكور (2 / 167 - 228 طبع الكردي)
ولكنني وجدته يصرح في بعض كتبه الأخرى بأن نار الكفار لا تفنى وهذا هو الظن به، فقال رحمه الله في " الوابل الصيب " (ص 26) ما نصه
" وأما النار فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين، فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء لتراكب بعضه على بعض، ثم يجعله في جهنم مع أهله. فليس فيها إلا خبيث، ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشوبه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب - كانت دورهم ثلاثة
دار الطيب المحض، ودار الخبث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان. ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى، وهي دار العصاة فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة، ولا يبقى إلا دار الطيب المحض، ودار الخبث المحض ". ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة والنار، لم نقف عليها، وإنما ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في " فهرسته " (ق / 26 / 1)

لياتين على جهنم يوم كانها زرع هاج، واخر تخفق ابوابها باطل - اخرجه الطبراني في " جزء من حديثه " رواية ابي نعيم (28 / 1) والخطيب (9 / 122) عن عبد الله بن مسعود بن كدام عن جعفر عن القاسم عن ابي امامة مرفوعا به. وذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " (3 / 268) من هذا الوجه وقال: " هذا حديث موضوع محال، جعفر هو ابن الزبير متروك ". واقره السيوطي (2 / 466) ثم ابن عراق (391 / 1) واقول: جعفر هذا وضاع، وقد مضى له احاديث. لكن الراوي عنه ابن مسعر هالك ايضا، وقد اشار لهذا الذهبي في ترجمة جعفر فقال: " ويروي باسناد مظلم عنه حديث متنه: ياتي على جهنم ثم اعاده في ترجمة ابن مسعر فقال فيه: " قال ابو حاتم: متروك الحديث. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.. " ثم قال: " وفي معجم الطبراني من حديث هذا التالف عن جعفر بن الزبير (في الاصل " الزبير بن سعيد " وهو تحريف) عن القاسم عن ابي امامة في انقطاع عذاب جهنم، فهذا باطل ". واقره الحافظ في " اللسان " واورده في " تخريج احاديث الكشاف " (4 / 87 رقم 194) ولم يعزه لاحد! ولعل الحديث اصله موقوف على بعض الصحابة، رفعه هذا التالف او شيخه عمدا او خطا، فقد اخرجه البزار عن ابي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو قال: " ياتي على النار زمان تخفق ابوابها ليس فيه احد. يعني من الموحدين قال الحافظ: " كذا فيه، ورجاله ثقات، والتفسير لا ادري ممن هو؟ وهو اولى من تفسير المصنف ". قلت: الظاهر ان التفسير المذكور، من مخرجه البزار، فقد اخرج الفسوي في " تاريخه " بسند البزار عينه عن ابي بلج به، وليس فيه التفسير المذكور، هكذا ذكره الذهبي في ترجمة ابي بلج، وكذا الحافظ في " التهذيب " عن الفسوي وزاد: " قال ثابت البناني: سالت الحسن عن هذا؟ فانكره وابو بلج هذا في نفسه ثقة، ولكنه ضعيف من قبل حفظه، ولذلك عد الذهبي هذا الاثر من بلاياه! ثم قال: " وهو منكر ". وجملة القول ان هذا الحديث لا يصح مرفوعا ولا موقوفا هذا وتفسير الزمخشري الذي سبقت الاشارة اليه في كلام الحافظ هو قوله في " تفسيره " (2 / 236) : " وقد بلغني ان من الضلال من اغتر بهذا الحديث فاعتقد ان الكفار لا يخلدون في النار، وهذا والعياذ بالله من الخذلان المبين، ولىن صح هذا عن ابن عمرو فمعناه انهم يخرجون من النار الى برد الزمهرير، فذلك خلوجهنم وصفق ابوابها ". وهذا تاويل بعيد والاقرب ما سبق عن الحافظ، الا انني ارى ان الصواب عدم الاشتغال بالتاويل ما دام ان الحديث لم يصح. والله اعلم. واعلم ان من اذناب هولاء الضلال في القول بانتهاء عذاب الكفار الطاىفة القاديانية، بل هم قد زادوا في ذلك على اخوانهم الضلال، فذهبوا الى ان مصير الكفار الى الجنة! نص على ذلك ابن دجالهم الاكبر محمود بشير بن غلام احمد في كتاب " الدعوة الاحمدية ". فمن شاء التاكد من ذلك فليراجعها فاني لم اطلها الان. وان مما يجب الوقوف عنده، وتحقيق القول فيه ما ذكره ابن القيم في " حادي الارواح الى بلاد الافراح " (2 / 171 - 172) من رواية عبد بن حميد (قال) : باسنادين صحيحين له عن الحسن قال قال عمر بن الخطاب: " لولبث اهل النار عدد رمل عالج، لكان لهم يوم يخرجون فيه ". ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى (لابثين فيها احقابا) وقال ابن القيم: " وحسبك بهذا الاسناد جلالة، والحسن وان لم يسمع من عمر، فانما رواه عن بعض التابعين، ولو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به وقال: قال عمر بن الخطاب قلت: هذا كلام خطابي، استغرب صدوره من ابن القيم رحمه الله. لانه خلاف ما هو مقرر عند اهل الحديث في تعريف الحديث الصحيح: انه المسند المتصل برواية العدل الضابط، فاذا اعترف بانقطاعه بين الحسن وعمر، فهو مناف للصحة بله الجلالة! وخلاف المعروف عندهم من ردهم لمراسيل الحسن البصري خاصة، ولذلك قال الحافظ ابن حجر في اثر الحسن هذا نفسه: " فهو منقطع، ومراسيل الحسن عندهم واهية، لانه كان ياخذ من كل احد "! وقوله: " فانما رواه عن بعض التابعين،.... " قلنا: نعم، فكان ماذا؟ اليس كذلك كل مرسل تابعي؟ انما رواه عن تابعي ان لم يكن عن صحابي؟ فلماذا اذن اعتبر المحدثون الحديث المرسل او المنقطع من قسم الحديث الضعيف؟ ذلك لاحتمال ان يكون الرجل الساقط من الاسناد مجهولا او ضعيفا لا يحتج به لوعرف، وهذا بخلاف ما لوكان المرسل لا يروي الا عن صحابي فان حديثه حجة، لان الصحابة كلهم عدول، فهذا المرسل فقط هو الذي يحتج به من بين المراسيل كلها، وهو الذي اختاره الغزالي وصححه الحافظ العلاىي في " جامع التحصيل في احكام المراسيل " (7 / 1) ، واما دعوى البعض ان الاجماع كان على الاحتجاج بالحديث المرسل حتى جاء الامام الشافعي، فدعوى باطلة مردودة بامور منها ما رواه مسلم في مقدمة " صحيحه " (1 / 12) عن عبد الله بن المبارك انه رد حديث " ان من البر بعد البر ان تصلي لهما مع صلاتك، وتصوم لهما مع صيامك " بعلة الارسال، في قصة له تراجع هناك وابن المبارك رحمه الله توفي قبل الشافعي باكثر من عشرين سنة. وكلام ابن القيم المذكور - مع مخالفته للاصول - يلزمه ان يقبل مراسيل الحسن البصري كلها اذا صح السند اليه بها، وما اخاله يلتزم ذلك، كيف ومنها ما رواه عن سمرة مرفوعا. " لما حملت حواء طاف بها ابليس، وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث. فسمته عبد الحارث، فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وامره فهذا اسناده خير من اسناد الحسن عن عمر، لانه قد قيل ان الحسن سمع من سمرة، بل ثبت انه سمع منه حديث العقيقة في " صحيح البخاري "، وهو مع جلالته، مدلس لا يحتج بما عنعنه من الحديث، ولوكان قد لقي الذي دلس عنه كسمرة، فهل يحتج ابن القيم بحديثه هذا عن سمرة ويقول فيه: " فانما رواه عن بعض التابعين ... "؟ ! كلا ان ابن القيم رحمه الله تعالى اعلم وافقه من ان يفعل ذلك، مع العلم ان بعضهم قد فسر بهذا الحديث قوله تعالى: (فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما) فارجع ضمير (جعلا) الى ادم وحواء عليهما السلام! مع ان الحسن نفسه لم يفسر الاية بحديثه هذا كما بيناه فيما تقدم (رقم 342) ، وكذلك صنع ابن القيم فانه فسر الاية المذكورة بنحوما فسره الحسن، قال في " التبيان " (264) : " فاستطرد من ذكر الابو ين الى ذكر المشركين من اولادهم وكم من حديث من رواية الحسن مرسلا او منقطعا لم ياخذ به ابن القيم كغيره من اهل العلم بل ان بعضها ثبت عن الحسن الافتاء بخلافه، وليس هذا مجال بيانه، غير اني اقول: ان هذا الاثر الذي رواه الحسن عن عمر، هو في المعنى كالاثر المتقدم الذي رواه ابو بلج عن عبد الله بن عمرو ومع ذلك لما سىل عنه الحسن رحمه الله تعالى انكره، كما تقدم من رواية الفسوي عن ثابت عنه. واقول الان: ان حديث بطلان الصلاة بالقهقهة قد جاء مرسلا عن جماعة من التابعين اشهرهم ابو العالية، ومنهم الحسن البصري، وهو صحيح عنه، فقد قال البيهقي في " كتاب معرفة السنن والاثار " (ص 139 - طبع الهند) : " وقد رواه جماعة عن الحسن البصري مرسلا فهل ياخذ به ابن القيم؟! ويوسفني ان اقول: ان القاديانية في ضلالهم المشار اليه انفا (ص 73) يجدون متكىا لهم في بعض ما ذهبوا اليه في بعض كتب اىمتنا من اهل السنة، فقد عقد العلامة ابن القيم في كتابه " الحادي " فصلا خاصا في ابدية النار، اطال الكلام فيه جدا، وحكى في ذلك سبعة اقوال، ابطلها كلها سوى قولين منها: الاول: ان النار لا يخرج منها احد من الكفار، ولكن الله عز وجل ينفيها، ويزول عذابها. والاخر: انها لا تفنى، ان عذابها ابدي داىم. وقد ساق فيه ادلة الفريقين وحججهم من المنقول والمعقول، مع مناقشتها، وبيان ما لها وما عليها. والذي يتامل في طريقة عرضه للادلة ومناقشته اياها، يستشعر من ذلك انه يميل الى القول الاول، ولكنه لم يجزم بذلك، فراجع ان شىت الوقوف على كلامه مفصلا الكتاب المذكور (2 / 167 - 228 طبع الكردي) ولكنني وجدته يصرح في بعض كتبه الاخرى بان نار الكفار لا تفنى وهذا هو الظن به، فقال رحمه الله في " الوابل الصيب " (ص 26) ما نصه " واما النار فانها دار الخبث في الاقوال والاعمال والماكل والمشارب ودار الخبيثين، فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه الى بعض فيركمه كما يركم الشيء لتراكب بعضه على بعض، ثم يجعله في جهنم مع اهله. فليس فيها الا خبيث، ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشوبه خبث، وخبيث لا طيب فيه، واخرون فيهم خبث وطيب - كانت دورهم ثلاثة دار الطيب المحض، ودار الخبث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان. ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى، وهي دار العصاة فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد، فانهم اذا عذبوا بقدر جزاىهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة، ولا يبقى الا دار الطيب المحض، ودار الخبث المحض ". ولشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة والنار، لم نقف عليها، وانما ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في " فهرسته " (ق / 26 / 1)
হাদিসের মানঃ জাল (Fake)
পুনঃনিরীক্ষণঃ
যঈফ ও জাল হাদিস
১/ বিবিধ